الخميس، 12 مايو 2011

الانتفاضة الفلسطينية الثالثة


الانتفاضة الفلسطينية الثالثة

 

سيكون يوم الجمعة الموافق 13 مايو 2011 يوماً عادياً بمقاييس الثورات الشعبية العربية. فهو اليوم الذي ستبدأ فيه فعاليات الانتفاضة الفلسطينية الثالثة – انتفاضة العودة والتحرير. وفق ما أعلن عنه المنظمون لهذه الفعاليات سيكون يوم الجمعة يوماً للحشد والنفير استعداداً للزحف المليوني نحو فلسطين من الدول المجاورة لها ومن داخل الضفة وغزة نحو الحواجز الصهيونية والأراضي المحتلة عام 48.

هل وصلت موجات الثورة العربية إلى فلسطين؟ كانت فلسطين رائدة دائماً وملهمة للثورات في الوطن العربي والعالم الثالث عموماً، لكنها اليوم تستلهم انتفاضتها الجديدة من وحي الثورات الشعبية العربية وتحديداً تلك في مصر وتونس. هذه المرة تم استخدام وسائل الاتصال والتواصل الحديثة للتنسيق بين الشباب حول العالم كي تتزامن أحداث الزحف نحو فلسطين مع أنشطة متنوعة داعمة في العديد من الدول العربية والأجنبية. وهكذا يفترض أن نرى الفعاليات الشعبية الفلسطينية والعربية في نفس الوقت في فلسطين والأردن ومصر ولبنان وسوريا وبعض الدول العربية الأخرى ودول أوروبا. هذه المرة لن تكون الجماهير العربية تتحرك بدافع رد الفعل، بل هي تتحرك للمشاركة في الحدث كشريك كامل فيه صناعته. هذه هي إحدى ثمرات ربيع الثورات العربية.

ما دورنا نحن العرب والفلسطينيين الذين نعيش بعيداً عن فلسطين في هذه الانتفاضة؟ هل نكتفي بمشاهدة ومتابعة أحداثها عبر شاشات الفضائيات المختلفة، أم أنه آن لنا أن نقوم بأدوار أكثر إيجابية، أن نقوم بواجبنا أمام الله والوطن وأمام أبنائنا الذين سيكبرون ليسألونا عما فعلنا من أجل مستقبلهم ومستقبل الأوطان؟ لا شك أن السلبية لم تعد أمراً يمكن تبريره بعد الحراك الشعبي الكبير الذي شهدناه في الأشهر الماضية في كل أوطاننا العربية. فسقف الحرية المتاحة للحركة أصبح أكبر واستعداد الجماهير للتجاوب مع نداءات القوى الوطنية والإسلامية أصبح أكبر.

على كل منا أن يفكر فيما يستطيع أن يقدمه من أجل دعم حراك انتفاضة العودة والتحرير في موقعه وفي البلد الذي يعيش فيه. البعض قد يستطيع دعم الفكرة عبر نشاطه على الإنترنت، آخرون يستطيعون أن يكتبوا ويشجعوا الناس على المشاركة ويوضحوا لهم ما خفي عنه، أخرون يستطيعون أن يدعموا الفكرة بالمال والجهد. فيما قد يستطيع البعض المشاركة المباشرة عبر الانضمام لجموع الزاحفين، وهم بحاجة لحشد أكبر عدد من الناس، فالعبرة اليوم بالأعداد الكبيرة التي تؤكد على التصميم على العودة وتمثل الجماهير الغفيرة المؤيدة لها.

نحن مدعوون جميعاً اليوم للمشاركة الإيجابية في قضية فلسطين والجهود المبذولة لتحريرها، كل على قدر استطاعته، فالأقصى ليس ملكاً لأهل القدس ولا لما حولها، إنه ملك الأمة كلها، وواجب تحريره يقع على عاتق جميع أبناء الأمة وخصوصاً الشباب القادر على الحركة وابتكار وسائل المقاومة المختلفة ونشر ثقافة المقاومة في المجتمعات العربية القريبة والبعيدة من أجل يوم التحرير الذي اقترب كثيراً، أقرب مما قد يتخيل البعض.

الوقت قصير، ويوم 15 مايو ليس بعيداً، لنتحرك بسرعة ونكون من أصحاب المبادرة في دعم الانتفاضة الفلسطينية الثالثة.