الاثنين، 8 فبراير 2010

قيادة أم عمالة

كيف يستطيع أي فلسطيني أن يفهم أو يستوعب مشاركة رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض في مؤتمر صهيوني إسرائيلي يتحدث عن استراتيجيات الأمن لإسرائيل وفي أي إطار تأتي مثل هذه المشاركة أصلاً ولماذا تمت دعوته إلى هذا المؤتمر؟ لا شك أن منظمو المؤتمر طلبوا من فياض الحضور لأنهم يثقون فيه وبأنه منهم وعليهم، أليس هو من قمع كافة أشكال المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، أليس هو من يقدم الغطاء السياسي للجنرال دايتون وميلشياته للعمل في شوارع وحارات وأزقة مدن وقرى الضفة؟
أما آن لنا كفلسطينيين أن نعي حقيقة ما يجري، وأن نحسن اختيار من يمثلنا ويتحدث باسمنا؟ إن مشروع السلطة الفلسطينية الحالية برئاسة أبو مازن وفياض ودحلان ليس إلا مشروع أمني يحمي الكيان الصهيوني ويشكل خط أمامي للوقوف أمام كل من يحاول مقاومة أو محاربة الاحتلال. إنهم باختصار موظفين برتبة عالية وامتيازات كبيرة لدى حكومة الاحتلال، مثلهم في ذلك مثل روابط القرى التي أنشئها الاحتلال في سبعينيات القرن الماضي، مع اعترافنا بأن السلطة اليوم حققت نجاحات أكبر من روابط القرى نظراً لسيطرتها على حركة فتح ولسيطرتها الأمنية والبوليسية على المناطق التي سمح لها فيها بالانتشار الأمني. إنه مشروع الحكم الذاتي الذي يخلص الاحتلال من الأعباء المدنية والمالية والتبعات الاقتصادية للاحتلال دون أن يخسر الأرض. والدليل على ذلك أن الاستيطان مستمر في التوسع والنمو في مختلف مناطق الضفة الغربية دون معارضة تذكر، عدا عن ما تتعرض له القدس من تسارع في وتيرة التهويد والتهجير دون أدنى معارضة من قبل السلطة وقياداتها وأجهزتها ومنظماتها.
باختصار، سلام فياض وأبو مازن ودحلان وكل من لف حولهم عملاء يمثلون الشعب الفلسطيني وبالتأكيد لا يملكون حق التنازل عن أي حق فلسطيني، وهم لن يستمروا طويلاً على أي حال لأن سنة الله في الكون هي التغيير وزوال الباطل، وإن غداً لناظره لقريب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق